کد مطلب:110022 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

ومن كتاب له علیه السلام

إلیه أیضاً

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِالَّلمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِیَانِ الْأُمُورِ، فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلاَفِكَ بِادِّعَائِكَ الْأَباطِیلَ، وَإقْحَامِكَ غُرُورَ الْمَیْنِ وَالْأَكَاذِیبِ، وَبِانْتِحَالِكَ مَا قَدْ عَلاَ عَنْكَ، وَابْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَكَ، فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ، وَجُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَدَمِكَ، مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ، وَمُلِیءَ بِهِ صَدْرُكَ، فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ الْمُبِینُ وَبَعْدَ الْبَیَانِ إِلاَّ الَّلبْسُ ؟ فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَاشْتَِمالَهَا عَلَی لَبْسَتِهَا (11)، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلاَبِیبَهَا (12)، وَأَغْشَتِ (13) الْاَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا. وَقدْ أَتَانِی كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفانِینَ (14) مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ (15)، وَأَسَاطِیرَ (16) لَمْ یَحُكْهَا (17) مِنْكَ عِلْمٌ وَلاَ حِلْمٌ (18)، أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِی الدَّهَاسِ (19)، وَالخَابِطِ (20) فِی الدِّیمَاسِ (21)، وَتَرَقَّیْتَ إِلَی مَرْقَبَةٍ بَعِیدَةِ الْمَرَامِ، نَازِحَةِ الْأَعْلاَمِ، تَقْصُرُ دوُنَهَا الْأَنُوقُ، وَیُحَاذَی بَهَا الْعَیُّوقُ. وَحَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِیَ لِلْمُسْلِمِینَ بَعْدِی صَدْراً أَوْ وِرْداً، أَوْ أُجْرِیَ لَكَ عَلَی أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً!! فَمِنَ الْآنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ، وَانْظُرْ لَهَا، فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّی یَنْهَدَ إِلَیْكَ عِبَادُ اللهِ أُرْتِجَتْ عَلَیْكَ الْأُمُورُ، مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْیَوْمَ مَقْبُولٌ وَالسَّلَامُ